RSS

المنسلخ من آيات الله

30 أوت

بسم الله الرحمن الرحيم

المنسلخ من ايات الله – بلعم بن باعوراء .

حول مواقف الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في دعم النظام الطائفي القائم على الظلم و الاستبداد .

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿الأعراف: ١٧٥﴾

وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿الأعراف: ١٧٦﴾

 سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴿الأعراف: ١٧٧﴾

1 – ما قرأت هذه الايات أو سمعتها تتلى منذ أن قامت الثورة في سورية إلا و قفزت الى ذهني صورة شيخنا البوطي – هداه الله – و مواقفه , و كأني ارى الايات قد انزلت في شأنه و شأن امثاله ممن وقفوا المواقف المخزية في دعم نظام الظلم و القمع .

ترددت كثيرا قبل كتابة هذا لما للشيخ من مكانة جليلة في النفوس – و ان لم يرعها و يحافظ عليها – جعلتني أكاد اتهم السمع و البصر في ما أراه من مواقفه و احاول أن اجد لها تبريرا بدافع الحب و الوفاء , ولكن عبثا احاول .

كان لا بد من الكتابة في هذا ليتم لدى جمهور الناس الفصل ما بين شخص البوطي و سلوكه من جانب , و فكره الذي قدمه في كتبه و احاديثه من جانب اخر , حتى لا تلقى ظلال السلبية على هذا الفكر فيكون الاعراض عنه و يكون اتهامه , و هذا ما يحدث في الغالب بل و يخطط له في عالم الصراع الفكري لابطال فاعلية الافكار الفعالة .

2 – نعود الى الايات السابقة لندل على بعض ما تشير اليه في موضوعنا ( الانسلاخ من ايات الله ) :

– ان معنى النبأ هو الخبر عن الامر العظيم ( عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ .. عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ) و هل من نبأ أعظم من انسلاخ عالم آتاه الله اياته في العلم و معرفة الحق و اخذ عليه العهد فانسلخ من ذلك و سلك سبيل الشيطان ليكون من الغاوين !!!!

– ولكتب التفسير اقاويل عن هذا المنسلخ من ايات الله يقول بعضها انه عالم من بني اسرائيل هو بلعم بن باعوراء وهو رأي غالب المفسرين .. و اخر يقول انه امية بن ابي الصلت , و ثالث يقول انه ابو عامر الراهب صاحب مسجد الضرار , و رابع .. و خامس …

و كما هو شأن كتاب الله المعجز فانه لا يحدد اسما و لا زمنا و لا موضعا لتكون الدلالة شاملة لكل انسان في كل زمان و مكان اذا اتصف بهذه الصفة او سلك هذا السلوك , و ما اكثرهم في كل زمان و مكان , فمن شيخ الازهر الى المفتي و الوزير و عميد الكلية و استاذ الجامعة و الشيخ المبجل بعمامة يكسو قماشها أسرة , و جبة اكمامها كفم البرميل و السرداب , و كل هؤلاء و امثالهم يطوفون حول الحاكم , حول هبل يرتلون له الايات و يمنحونه الشرعية و يباركون . وكلهم صورة لبلعم بن باعوراء , لهم كما له علم و معرفة تصل الى حد معرفة الاسم الاعظم الذي ان دعي به الله أجاب و ان سئل به اعطى , و كلهم لحقهم شيطان الانس و المخابرات المتمثل بمحمد ناصيف و امثاله ممن يركن اليهم و يألفهم شيخنا البوطي و يتلقى منهم الخبر اليقين في زعمه , فهو لورعه لا يقتني – كما سمعت – التلفزيون و يكتفي بتعليمات المخابرات ليصدر احكامه بناء عليها و يفتح ابواب الجنة او الجحيم و يحكم على قوم بالسلفية و الكفر و الوهابية و يتهمهم بجريمة الحولة ( كما سمعته في خطبة 1 / 6 / 2012 ) و كما يقرر في محاضرته بطرطوس ان سقوط نظام الاسد , نظام الطغيان و المخابرات في بلاد الشام , سقوط للاسلام . ( و العلم اليقين في ما يتعلق بصلة شيخنا بالمخابرات و بمحمد ناصيف و بالاسد هو عند الشيخ احسان بعدراني الذي ان شاء ان ينطق كشف المستور )

– و قد ضرب الله عز و جل لهذا المنسلخ مثلا الكلب الذي ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث , فهؤلاء المنسلخون في لهاث دائم وراء اعراض الدنيا ( من مال او شهرة او منصب او تقريب من السلطان … ) ذلك اللهاث الذي لا ينقطع سواء وعظت صاحبه ام لم تعظه , فهو كالكلب و ساء مثلا , لقد استحال الى مسخ ( بنفسيته و خلقه و تفكيره ) كالذين قال الله في حقهم ( وَجَعَلَ مِنْهُمُالْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ) . انه مثل لمن يتخذون العلم و سيلة لتزييف الواقع و تحريف الكلم عن مواضعه , انهم كعلماء بني اسرائيل يتبعون هواهم فيتبعهم الشيطان ( محمد ناصيف ) و يصبحون تبعا للمتسلطين يقدون لهم الفتاوى التي تثبت دعائم الظلم و الطغيان .

– وانا ارى أن ابلغ ما في الايات من عظة – و كلها عظات بالغات – انها تقدم للمؤمنين المثل الحي حتى لا يصيبهم الاحباط و ينقلبوا على اعقابهم اذا رأوا عالما بوزن بلعم أو بوزن شيخ الازهر أو البوطي و قد انسلخ من ايات الله و اتبع ما يتلوه السلطان او تتلوه المخابرات و محمد ناصيف على ملك حافظ الاسد و ابنه بشار .

ان الفكرة لا تشخص ( من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات , و من كان يعبد الله فان الله حي لا يموت )

3 – كلمة اخيرة وهو رجاء نوجهه لشيخنا البوطي من قلوب محبة حريصة على فكره , حريصة على أن يبقى في مكانة العلماء في القمة لا يجذبه ثقل الباطل , لعله يعود الى طريق الفطرة و الى العهد و الى عدم مهادنة الباطل و الركون الى الذين ظلموا , لا خشية عليه من موقف عظيم بين يدي الله لانه اعلم بهذا الموقف , بل حرصا على فاعلية ما سلف من فكره و نتاجه الغزير , حتى لا يلقي السلوك المنحرف على هذا الفكر ظلال السلبية و العطالة , و هو ما يريده الذين يديرون الضراع الفكري في البلاد المتخلفة .

و كلمة لمن كانو يسعون الى دروس البوطي و ينتظرون احاديثه – و ما اكثرهم – و لمن يتتلمذون على كتبه و فكره , لهؤلاء نقول : ان الايات .. ايات الله تبقى دالة على الحق و ان انسلخ عنها من اتاه الله اياها . لا تعرضوا عن كتب البوطي و عما قدمه من فكر , بل ادرسوا ذلك بعقل الناقد الذي يفصل بين الشخص و الفكرة و الذي يفتش عن الحكمة فهي ضالته لا يبالي من اي اناء خرجت .

 
أضف تعليق

Posted by في أوت 30, 2012 بوصة Revolution

 

الأوسمة: , , , , , , , , , , ,

أضف تعليق